الصور المأسوية في العراق متعددة، ويصعب على المرء أن يزيلها من ذاكرته أو يتفادى النظر إليها.فشلال الدم، والتشرد والقتل والإعاقات الدائمة أصبحت شبه ملازمة لكل شارع من شوارع العراق، بصرف النظر عن خلفية سكانه العقائدية.
ومؤخرا، الزميلة أروى ديمون قامت بجولة بالقرب من العاصمة بغداد باحثة عن إجابات لتساؤلاتها عما يمكن أن تكون طبيعية العيش لعراقيين، شاء القدر أن يصبحوا لاجئين داخل وطنهم.
فأمام أحد المخيمات التي تضم لاجئين عراقيين خارج العاصمة بغداد، نجد عائلات عراقية مضى على لجوئها ما بين سنتين إلى خمس سنوات، تعيش هناك، بعد أن تركوا جميعهم منازلهم وأراضيهم بسبب العنف الدائر في البلاد.
للعديد من هذه العائلات قصص طويلة ومحزنة نتجت عن حالة الفوضى الأمنية التي تعيشها بغداد، وغيرها من المدن.
ومنها قصة نوال، وهي من مدينة ديالى، التي فقدت ابنها، ذا الثمانية عشر ربيعا، إثر اختطافه من قبل مجموعة كانت ترتدي الزي العسكري العراقي، ولم تسمع عنه أي شيء منذ ذلك الوقت.
وتخبرنا حياة، إحدى بنات نوال، كيف كان شقيقها يلاعبها طوال الوقت، ونسألها ما إذا كانت مشتاقة له، فتجيب: "بالطبع أشتاق له."
وتعد العائلات التي تعيش في هذا المخيم محظوظة نوعا ما، حيث أن لديها مصدرا للمياه يعينها على العيش، غير أن مخيمات اللاجئين العراقيين الأخرى تفتقر إلى ذلك.
إلا أن نوال لا تدري ما إذا كانت هذه المياه نظيفة أم لا، وتقول إن العديد من الأطفال يمرضون في المخيم، ولا توجد أموال للعلاج.
وتشير الزميلة ديمون إلى أن الافتقار إلى المال دفع الرجال في المخيم إلى البحث عن عمل لتأمين مصدر للدخل، حتى لو كان عملا غريبا، أو قليل الدخل... حيث أن الدخل اليومي لعائلة عراقية تعيش في هذا المخيم لا يتجاوز الدولارات العشرة.
وعلى الجانب الآخر من المخيم، تمكن علي من الحصول على عشرة دولارات لقاء جمعه القمامة في شوارع بغداد، بما يسمح له بإطعام عائلته ليوم واحد فقط.
هذا، وتقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين العراقيين داخل العراق بنحو مليوني شخص، معظمهم لا يطمح إلى العودة من حيث أتوا، فغالبيتهم لا زالوا يعيشون الخوف والرعب ويفضلون البقاء هنا على العودة إلى شبح الإرهاب الذي يخيّم على العراء
[center]